الخواطر.. تفاعل مع الأحداث
الخواطر ليست مجرد كلمات عابرة يكتبها الكاتب لتملأ فراغ الورق، بل هي تفاعل حي مع الأحداث والمواقف التي يمر بها أو يشهدها في حياة الآخرين. كاتب الخواطر يتأثر بانفعالاته، بما يراه ويسمعه، بما يقرأه في الكتب، أو حتى بما يشاهده في البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
هذا التفاعل لا يقف عند حدود التفكير فقط، بل يتحول إلى انفعال شعوري حسي يُترجم إلى كلمات تحمل بين طياتها تجربة إنسانية صادقة. ومع مرور الوقت، يتطور كاتب الخواطر ليصبح كاتب مقال، يجمع بين العاطفة والفكر، بين الجملة السريعة والمقال التحليلي المتكامل.
وعندما يكتب الكاتب من قلبه، متأثرًا بحدثٍ ما يكتب علي الورق وينشر ليقرأ ، فإن القارئ يتفاعل بدوره مع مضمون المقال، فيعيش التجربة وكأنها تخصه هو. وهنا يتحقق الهدف الأسمى من الكتابة: أن تصل الفكرة والإحساس معًا إلى قلب القارئ قبل عقله.
في النهاية، الخاطرة والمقال وجهان لعملة واحدة.. الأولى تمثل الشرارة التي تشتعل في ذهن الكاتب، والثانية هي الشعلة التي تنير طريق القارئ. وما بين الشرارة والشعلة، يولد تواصل إنساني حيّ، يجعل من الكلمة تجربة مشتركة، لا مجرد نص يُقرأ ويُنسى.